هكذا تمامًا
أعدت صليباً حديديًا
وصلبتني عليهِ
لم يكن لي حواريين
كانت _ فقط _ أمّي تبكى بحرقةٍ
تضع " الطين " على رأسها
و تندب ابنها القتيل
لا حيٌ ولا ميتٌ
دمعة _ فقط _ تسقطُ
فتحدث صخبًا
وصقيعاً في الروحِ
يجلد النوافذ
الصليبُ ينزفُ دمى
وحبيبتي تغمس فيهِ ريشتها
لترسم لوحتها الجديدة ..!
رسمت عُشًا ، وطيورًا تزقزقُ
وفراشات ، وقوس قزحٍ ،
وفستانًا مزركشًا باﻟﺪﺍﻧﺘﻴﻼ ،
وساحة رقصٍ ،
ووجه " كارمن "
ومريم العذراء ..!؟
دمى ينزف صليبًا
وحبيبتي تعد " العشاء الأخير "
واضعة في يدها " قفازًا " أنيقًا
يدها الناعمةُ كضوءٍ ،
لا تتحمل غسل المواعين ،
والملاعق المتسخة
أحضرت بقدونس ، وفلفل حار ،
وحبات طماطم خضراء ،
لونتها بدمى الطازج
وبسكينٍ حادة جدًا ،
انتزعت قلبي ببطء ،
وقلبته _ بغل _ في " الطاسةِ "
حتى نضج جيدًا
اعدت المائدة بفرحٍ طفولى ،
وبدقةٍ مدهشة ،
وزعت أجزاء قلبى على الضيوفِ
فاستحسنوا مهارتها ،
في صُنع الطعام اللذيذ
فر منى الصليبُ
لكنى مازلتُ مصلوبًا
تعجب " المحققُ "
هل تعرفون المصلوب بلا صليبٍ
فأنكرونى جميعًا
أنكروني ثلاثًا
فصاح الديك ..!؟
عجبًا
كلهم أصبحوا القديس " بطرس "
فمن يا إلهي
سيلعب _ أذن _ دور يهوذا ..!؟